الطفل المزعج
لا نستطيع أن نطلق كلمة مزعج على أي طفل شقي أو يثير صخبا وإزعاجا أثناء لعبه مع أقرانه أو حتى حديثه بصوت عال معهم أو قيامه بأخذ لعبة أخيه أو صديقه أو ضربه، ولكن الطفل المثير للإزعاج هو الطفل الذي يجد من حوله صعوبة في التعامل معه دائما فيشكو منه معلموه وزملاؤه بالمدرسة وجيرانه وأقاربه بل ووالداه فهو مثير لأعصاب من حوله وخاصة معلميه في المدرسة ووالديه في البيت، حيث قد يضطرون لاستخدام الشدة معه لكي يهدأ فلا يزعج زملاءه في الفصل أو جيرانه في الشارع، وقد يجدون أن الشدة معه لا تجدي للتخلص من إزعاجه.
ويؤكد علماء النفس والأطباء النفسيون على أن الطفل المزعج لا يعتبر حالة أو ظاهرة مرضية وإنما هو سلوك يعبر عما يعتريه من شيء يخافه أو يقلقه أو يضايقه فقد يرجع السلوك المزعج من قبل الطفل إلى شدة الخوف من والديه أو أحدهما وقسوتهما في معاملته و عقابه دائما بصورة مبالغ فيها على كل كبيرة وصغيرة أو أي خطأ يقع فيه الطفل ولو بسيطا، وقد يرجع إزعاج الطفل لخوفه من المدرسة ومدرسيه لمستواه الدراسي الضعيف وعدم رغبته في استكمال تعليمه، وقد يرجع إلى كثرة المشاحنات والمشاجرات المستمرة بين والديه وخلو البيت من جو الحب والدفء العاطفي، وإحساس الطفل بعدم الأمان، وفي بعض الأحيان قد يرجع سلوك الطفل المزعج إلى التدليل الزائد والمفرط من جانب الوالدين للطفل وتلبية كافة مطالبه.
و ينصح علماء النفس بإتباع النصائح التالية للحد من تلك المشكلة:
*ضرورة توفير الجو النفسي المناسب للمنزل من قبل الوالدين المليء بالحب والحنان واللطف والهدوء والاستقرار حتى ينشأ الطفل سويا وابتعاد الوالدين عن المشاجرات الصاخبة والعنيفة أمام الطفل.
*عدم معايرة الوالدين لطفلهما أمام الغير والسخرية منه أو الاستخفاف به حتى لا يشعر بالدونية والنقص أو الضيق.
*عدم انفعال الوالدين وثورتهما ولجوئهما للعقاب الجسدي في حالة خطأ الطفل، بل عليهم إرشاد الطفل لخطئه بأسلوب سهل ومرن، وتوفير جو من التسامح داخل البيت.
*عدم الإفراط في تلبية كل مطالب الطفل في الحال، بل يجب على الوالدين إرجاء بعضها لوقت لاحق، حتى لا يتعود الطفل على اللجوء للإزعاج والبكاء والغضب لتلبية حاجاته.
*شغل وقت فراغ الطفل بتشجيعه على اللعب مع أقرانه وزملائه، وتعليمه الأخذ والعطاء واحترام الآخرين.
*المتابعة المستمرة من قبل البيت والوالدين للطفل مع المدرسة لمعرفة أحواله مع زملائه ومدرّسيه، والتدخل في حالة وجود مشكلة لطفلهم في المدرسة.
*عدم الحرج في اللجوء لأخصائي نفسي أو اجتماعي لمساعدة الوالدين في اختيار أنسب الطرق لعلاج السلوك المزعج من قبل الطفل
منقوووووووووول للافادة