الذكاءات المتعددة
نافذة على الموهبة
إعــداد
د/ محمد رياض أحمد
أستاذ علم النفس التربوى المساعد
كلية التربية - جامعة أسيوط
________________________________________
إن مصطلح الموهبة كغيره من المصطلحات النفسية والتربوية من الصعب وجود إجماع على ماهيته، حيث إن تعريف الموهبة من المصطلحات الغارقة فى الجدل وعدم الإجماع حول طبيعتها وماهيته على سيبل المثال فإن أحد المدرسين قد يرى أحد الأطفال على أنه موهوب، بينما يراه مدرس آخر على أنه غبي أو عادي، وذلك لأن تعريف الموهبة يختلف باختلاف الزمان والثقافة وحتى الأشخاص من نفس البيئة الثقافية الواحدة ويشير البحث فى ميدان تعرف وتحديد مفهوم الموهبة إلى أن هناك العديد من التعريفات التى تختلف باختلاف الأفكار والاتجاهات والنظريات التى تحاول الإجابة عن تساؤل من هو الموهوب؟ ويؤكد ذلك الاختلاف ويدلل عليه التعريفات العديدة التى قام بها كل من Feldhusen Moon (1992) بحصرها فى دراستها، فقد وجداً أن هذه التعريفات تقع فى ست فئات، وهي التعريفات السيكومترية مثل تلك المرتبطة بنسبة الذكاء، وتعريفات السمة والتى تركز على الخصائص السيكولوجية للأطفال ذوى المستوى العالي من الأداء، وتعريفات الاحتياجات الاجتماعية وتشمل تعريف الموهبة فى ضوء قيم المجتمع واحتياجاته، والتعريفات التربوية والتى تركز على وجود نسبة من التلاميذ الذين يحتاجون إلى خدمات تعليمية وتربوية خاصة تتناسب مع قدراتهم، وهناك التعريفات التى تركز على قدرات خاصة تهتم بمجالات مثل الرياضيات أو الفنون أو العلوم، وأخيراً التعريفات متعددة الأبعاد وذلك مثل تعريف Gross (1993) والذي يشير إلى أن الموهوبين هم أولئك الذين يظهرون القدرة على الأداء العالي فى المجالات العقلية والإبداعية والفنية، كما أنهم يمتلكون قدرة غير عادية على القيادة، ويتميزون فى مجالات أكاديمية معينة، ومثل هؤلاء الأفراد يحتاجون إلى خدمات وأنشطة غير تلك الأنشطة العادية التى تقدم فى المدارس العامة.
وتتساءل Whitton (2000) كيف تعرف الموهبة؟ كيف تعلم التلاميذ الموهوبين وذلك احتياجاتهم؟ ورغم الاستخدام الواسع لاختبارات الذكاء التقليدية المعروفة فى تحديد الموهوبين إلا أن هذا يواجه بثورة عارمة من الانتقادات نجملها فيما يلي:
× أن بعض الدرجات المتدنية على اختبار الذكاء قد ترجع إلى التحيز الثقافي للاختبار لفئة على حساب الأخرى.
× أن استخدام اختبارات الذكاء فى تحديد الموهوبين يحول دون التعريف على عدد كبير من المواهب والاستعدادات الخاصة.
× أن هذه الاختبارات تحول دون الكشف عن الذكاءات المعانية والموسيقية والشخصية والجسم/ حركية.
× أن استخدام اختبارات الذكاء يقلل من فرص اختيار مواهب مختلفة من التلاميذ، حيث إن بعض الأطفال قد يظهر مواهب خاصة فى مجالات معينة، فى حق لا يتمتع بدرجة عالية من الذكاء فتمتع الفرد بمعدل مرتفع من الذكاء لا يفى أنه موهوب ولديه قدرات ابتكاريه، وذلك بسبب الارتباط الضعيف بين الذكاء والموهبة، كما أن اختبارات الذكاء غير كافية فى إعطاء معلومات دقيقة عن سلوك الشخص وتفكيره وقدراته الإبداعية الكامنة.
ويرى Gardner (1992) أن كل الأفراد يتملكون هذه الذكاءات ولكن بدرجات متفاوتة، وهو يرى أن الاختبارات التقليدية تقيس الذكاء بشكل غير ملائم لاعتمادها على قياس بعض القدرات العقلية دون الأخرى، ويدلل على ذلك بأنه إذا نظرنا إلى بعض الأفراد المهرة فى مجالات معينة مثل الموسيقي والرياضة فإن هذا يجعلنا نفكر بشكل أبعد من مجرد التعريف التقليدي للذكاء ولعل هذا هو ما أدى إلى اعقاد وجود العديد من أصحاب المواهب فى أى مجتمع.
وهذه الذكاءات من وجهة نظر Gardner ليست استاتيكية بل يمكن تنميتها طوال حياة الإنسان،وعلى مدار العمر حتى تصبح أكثر تميزا ورغم ذلك فهو يؤمن بأن هناك علاقة تكاملية بين هذه الذكاءات رغم استقلاليتها حيث تعمل أحيانا بشكل تفاعلي فى مواجهة مشكلات الحياة.
وقد استعرض الباحث فى هذه المقالة العديد من النقاط منها:
أولاً: تعريف الموهبة.
ثانيا: محكات تحديد الموهبة.
ثالثاً: اكتشاف الموهوبين فى ضوء الأداء.
رابعاً: نظرية الذكاءات المتعددة والموهبة.
خامساً: برامج اكتشاف وتحديد الموهوبين فى ضوء نظرية الذكاءات المتعددة.
سادساً: أنشطة لبعض الذكاءات.
1 – أنشطة الذكاء المنطقى الرياضى.
2 - أنشطة الذكاء المنطقى المكاني.
3 - أنشطة الذكاء المنطقى اللغوى.
4 - أنشطة الذكاء المنطقى الجسمي الحركي.
سابعاً: بطاقة ملاحظة لأنشطة الذكاءات الأربع السابقة.
(منقول للفائدة)